jijel_2007
عدد الرسائل : 55 العمر : 38 الدولة : تاريخ التسجيل : 29/09/2012
| موضوع: الجزء الثاني :الرسول كأنك تراه صلى الله عليه وسلم-''''قطوف الأربعاء 19 مارس - 21:52:00 | |
| قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية للشيخ: محمد بن جميل زينو وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } . 2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها ، وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه ، وعصوا أمره ) - فرطاً وسلفاً : أجراً متقدماً - . 3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خير عبداً بين الدنيا ، وبين ما عند الله ، فاختار ذلك العبد ما عند الله ) فبكى أبو بكر . 4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كشف الستارة يوم الاثنين فنظرت إلى وجهه ، كأنه ورقة مصحف ، والناس خلف أبي بكر ، فكاد الناس أن يضطربوا ، فأشار إلى الناس أن أثبتوا ، وأبو بكر يؤمهم ، وألقى السجف ( الستر ) وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من آخر ذلك اليوم . 5- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قبضه الله ، وإن رأسه لبين نحري وسحري ( أرادت أنه مات في حضنها ) . 6- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة رضي الله عنها : واكرباه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك مه أحداً () الموافاة يوم القيامة () . 7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه ، وبالمدينة عشراً ، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين ) . 8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبوبكر بالسنح ( يعني بالعالية بالمدينة ) فقام عمر يقول : والله ما مات رسول الله ,, فجاء أبو بكر ، فكشف عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبله ، وقال : بأبي أنت ، طبت حياً وميتاً ، والذي نفسي بيده ، لا يذيقنك الله الموتتين أبداً () ، ثم خرج أبو بكر ، فقال : أيها الحالف على رسلك ( أي لا تعجل يا عمر ) فلما تكلم أبو بكر جلس عمر ، فحمد الله وأثنى عليـه وقال : ألا من كان يعبد محمداً ، فإن محمد قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وقال : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } ، وقال تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } . قال : فنشج الناس ( بكى الناس ) . 9- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح : ( إنه لم يُقبض نبي حتى يرى مقعـده من الجنة ، ثم يخير بين الدنيا والآخرة ) . قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزل به – ورأسه على فخذي – غُشي عليه ، ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ، ثم قال : ( اللهم الرفيق الأعلى ) ، قلت : إذاً لا يختارنا ، قالت : وعرفت أنه الحديث الذي كان يُحدثنا به وهو صحيح . 10- والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، توفى يوم الاثنين سنة 11 هجرية بعد أن بلّغ رسالته ، وأكمل الله به الدين . من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } . 2- وقال الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } . 3- كان صلى الله عليه وسلم ، خلقه القرآن . 4- كان أبغض الخلق إليه الكذب . 5- لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، ولا لعاناً وكان يقول : ( عن من خياركم أحسنكم أخلاقاً ) . 6- وعن أنس قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً ، وكان يقول عند المعتبة : ( المعاتبة ) ماله ترب جبينه ، ( ترب جبينه : كلمة تقال عند التعجب ). 7- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس وجهاً ، وأحسنهم خُلقاً . 8- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أدع على المشركين ، قال : ( إني لم أُبعث لعاناً ، وإنما بعثت رحمة ) . 9- كان يتفاءل ولا يتطير ( يتشاءم ) ، ويُعجبه الاسم الحسن . 10- عن عمرو بن العاص قال : كان رسول الله يُقبل بوجهه وحديثه عليّ ، حتى ظننت إني خير القوم . عمر بن العاص : يا رسول الله ، أنا خير ، أو أبو بكر ؟ . الرسول صلى الله عليه وسلم : أبو بكر . عمرو بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عمر ؟ . الرسول صلى الله عليه وسلم : عمر . عمر بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عثمان ؟ . الرسول صلى الله عليه وسلم : عثمان . عمر بن العاص : فلما سألت رسول الله صدقني ، فلوددت أني لم أكن أسأله . 11- وعن عطاء بن يسار قال : لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويفتح به أعيناً عُمياً , وآذاناً صُماً ، وقلوباً غُلفاً ) . 12- وعن عائشة رضي الله عنه قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط ، إلا اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثماً ، كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لنفسه في شئ قط إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم بها . 13- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادماً ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شئ قط ، فينتقم من صاحبه ، إلا أن ينتهك شئ من محارم الله فينتقم لله . 14- وكان صلى الله عليه وسلم ، إذا أتاه السائل ، أو صاحب الحاجة قال ك ( اشفعوا تؤجروا ، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء ) . 15- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان ، وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك . الرسول صلى الله عليه وسلم : يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ . أنس بن مالك : أنا أذهب يا رسول الله . قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشئ صنعته : لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط ، والله ما قال لي أفّ قط . 16- أسر الصحابة سيداً اسمه " ثمامة " وربطوه بسارية المسجد ، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي يا محمد خير ، ان تقتل تقتل ذا دم ، وإن تُنعم تُنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أطلقوا ثمامة ) ، فانطلق ثمامة فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحسن الوجوه كلها إليّ ، وما كان من دين أبغض إليّ من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ ، ولما قدم مكة قال له قائل : أصبوت ؟ قال : لا ولكن أسلمت .
أحاديث في الأخلاق : 1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً ). 2- ( إن من أحبكم اليّ أحسنكم أخلاقاً ) . 3- ( أكمل المؤمنين إيماناً ، أحسنهم خلقاً ، وخياركم خياركم لنسائهم ) 4- ( إن لكل دين خلقاً ، وإن خلق الإسلام الحياء ) . 5- ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) . 6- ( إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وألطفهم بأهله ) . 7- ( ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذئ ) . 8- ( إن من أحبكم اليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ، وإن أبغضكم اليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون ، والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا : يا رسول الله ما المتفيهقـون ؟ قال : المتكبرون . ( الثرثارون : المكثرون من الكلام تكلفاً ) ، ( المتشدقون : المتكلمون تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم ) . 9- ( البرُ حُسن الخُلق ) . 10- ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) . 11- ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) . 12- ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار ، أو بمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب سهل لين ) 13- ( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً ) . 14- ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، الموطئون أكنافاً ، الذين يألفون ، ويؤلفون ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) . 15- سُئل صلى الله عليه وسلم ، عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحُسن الخلق ) . 16- وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن غر كريم ، والفاجر خب لئيم ) . 17- ( المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف ، إن قيد انقاد ، وان أنيخ على صخرة استناخ ). 18- ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) . 19- ( ألا أنبئكم بخياركم ؟ قالوا : بلى ، قال : خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً ) . 20- ( أربع إذا كن فيك ، فلا عليك ما فاتك من الدنيا ، صدق الحديث ، وحفظ الأمانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم ) . 21- ( إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ، ولكن بعثني مُعلماً وميسراً ) . ( المعنت : من يشق على الناس ، المتعنت : طالب المشقة ) . 22- ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقاً ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) . ( ربض : أسفل ، المراء : الجدال ) . من دعاء الرسول في الأخلاق : 1- ( اللهم أهدني لأحسن الأعمال ، وأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنا إلا أنت ، وقني سيئ الأعمال ، وسيئ الأخلاق ، لا يقي سيئها إلا أنت ) . 2- ( اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء ) . 3- ( اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا ) . 4- ( اللهم إنما أنا بشر ، فأي المسلمين سببته أو لعنته ، فأجعلها له زكاة وأجراً ) . 5- ( اللهم من ولى من أمر أمتي شيئاً ، فشق عليهم ، فاشقق عليه ، ومن ولى من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم ، فارفق له ) . 6- ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ) . 7- ( اللهم كما حسنت خَلقي فأحسن خُلقي ) . العفو عند الخصام : 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً شتم أبا بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يتعجب ويبتسم ، فلما أكثر رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام فلحقه أبوب بكر : أبو بكر : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس ، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت . الرسول صلى الله عليه وسلم : كان معك ملك يرد عليه ، فلما رددت عليه وقع الشيطان ( أي حضر ) ، يا أبا بكر : ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظُلم بمظلمة ، فيغضي () عنها الله عز وجل ، إلا أعز الله بها نصره ، وما فتح رجب باب عطية () يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجب باب مسألة () يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة ) . 2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( المستبان ما قالا ، فعل البادئ ما لم يعتد المظلوم ) . دل الحديث على جواز مجازاة من ابتدأ الإنسان بالأذية أو السب بمثله ، وأن إثم ذلك عائد على البادئ ، لأنه المتسبب لكل ما قاله المجيب ، إلا أن يعتدي المجيب في أذيته بالكلام،فيختص به إثم عدوانه ، لأنه إنما أذن في مثل ما عوقب به . قال تعالى : {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } . وعدم المجازاة والصبر والاحتمال أفضل ، كما مر في حديث أبي هريرة الأول . 3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) . ومعناه أن الله يبغض من كان شديد المراء الذي يحج صاحبه ، وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك ، لإظهار خلل فيه ، لغير غرض سوى تحقير قائله ، وإظهار مزيتك عليه . من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } . 2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس خُلقاً ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير ، وهـو فطيم ، كان إذا جاءنا ، قال : يا أبا عمير ، ما فعل النغير؟ النغير كان يعلب به ( طائر يشبه العصفور ) . 3- وعن الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله قال : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مهنة () أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة . 4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن كانت الأمة () لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنطلق به حيث شاءت . 5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك . 6- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا عبدالله ورسوله ) . ( الإطراء : الزيادة في المدح ) . 7- كان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم ، ويمسح رؤوسهم . 8- كان لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه ، وسكت . 9- كان يأتي ضعفاء المسلمين ، ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم . 10- كان يتخلف في المسير ، فيُزجى الضعيف ، ويُردف ويدعو لهم . ( يزجي : يسوق الضعيف ليلحق بأهله ، يُردف : يُركب خلفه ) . 11- كان يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمضي مع الأرملة والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته . ( لا يأنف : لا يمتنع ) . 12- كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعقل الشاة . 13- كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه . 14- كان لا يرد الطيب . 15- كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ، ويقول : ( يا زوينب ، يا زوينب مراراً ) . 16- عن جابر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر يمشيان . 17- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم . 18- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ، وقالت : كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه . 19- وعن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شئ قط أتي فيه ( أي أهلك وأتلف ) فإن لامني لائم من أهله قال : " دعوه ، فإنه لو قُضي شئ كان " . أحاديث في التواضع : 1- قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد ) . 2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) . 3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو دُعيت إلى كراع ، أو ذراع لأجبت ، ولو أهدي اليّ ذراع أو كراع لقبلت ) . 4- وعن أنس رضي الله عنه قال : كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العضباء ) لا تسبق ، أو لا تكاد تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له ( جمل ) فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه . 5- وقال صلى الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بعث الله نبياً إلا رعي الغنم ، قال أصحابه : وأنت ؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) . 6- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسل كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث وقال : ( إذا سقطت لُقمة أحدكم فليأخذها ، وليمط عنها الأذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ، وأمرنا أن نسلـت القصعـة ، وقال : إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ) .
عاقبة المتكبرين : 1- قال الله تعالى : {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا } . 2- وقال تعالى : {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }. 3- وقال صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : ( العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته ) . المعنى : شُبه العز والكبرياء بالإزار والرداء ، لأن المتصف بهما يشملانه ، كما يشمل الإنسان الإزار والرداء ، وأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد ، فكذلك الله عز وجل : العز والكبرياء إزاره ورداؤه ، فلا ينبغي أن يشركه فيهما أحد ، فضربه مثلاً لذلك ، ولله المثل الأعلى . 4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ، ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق ، وغمط الناس ) . ( بطر الحق : رده تكبراً وتجبراً ، غمط الناس : احتقارهم ) . وفي رواية : ( لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ) . معنى الحديث : 1- ذكر الإمام النووي في شرح صحيح مسلم هذا الحديث : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) أي لا يدخلها مع المتقين أولاً ، حتى ينظر الله فيه ، فإما أن يجازيه ، وإما أن يعفو عنه ) . 2- وقوله : ( لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ) يعني به دخول تخليد وتأبيد . 3- وقـال صلى الله عليه وسلم : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، يساقون إلى سجن جهنم يقال لـه : ( بولس ) تعلوهم نار الأنيار ، يسقون عصارة أهل النار طينة الخبال ) . 4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية ، وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ) عبية الجاهلية : كبرها ) . 5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشي في حالة تعجبه نفسه ، مرجل رأسه ، يختال في مشيته ، إذا خسف الله به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامـة ) مرجل : أي مسرح ، يتجلجل : يغوص في الأرض . من حلم النبي صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } . 2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُرد نجراني غلظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه بردائه جبذة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته ، قال ، يا محمد ، مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء . 3- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبدالقيس ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة ) . 4- نزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه ، ثم نام ، فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هـذا اخترط سيقي ، فقال : من يمنعك ؟ قلت : الله ، فشام السيف ، فها هو ذا جالس ، ثم لم يعاقبه . ( واللفظ للبخاري مختصراً - اخترط سيفي : سله من غمده ، فشام السيف : أعاده لغمده ) .
الغضب وعلاجه : 1- قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } . 2- وقال الله تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } . 3- وعن عائشة قالت : ( ...... وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم لله بها ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، حتى يخبره في أي الحور شاء ) . 4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصُرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب ) . 5- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني ولا تكثر عليّ ، لعلي أحفظ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تغضب . 6- وعن سليمان بن صُرد قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مغضباً ، قد احمر وجهه . النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " . الصحابة للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم . الرجل الغاضب : إني لست بمجنون . 7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } . قال : الصبر عند الغضب ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعلوا عصمهم الله ، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم . 8- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم ، فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب ، وإلا فليضطجع ) . من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم : 1- عن عبدالله بن مسعود قال : كنا نعد الآيات بركة ، وأنتم تعدونها تخويفاً ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في سفر فقل الماء : الرسول صلى الله عليه وسلم : أطلبوا إلى فضله من ماء . ( الصحابة يجيئون بإناء فيه ماء قليل ، فيدخل الرسول صلى الله عليه وسلم يده في الإناء ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : حي على الطهور المبارك ، والبركة من الله . ابن مسعود : لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل . 2- وعن عمران بن حصين قال : سرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في سفر هو وأصحابه ، فأصابهم عطش شديد ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم ، رجلين من أصحابه : أحسبهما علياً والزبير ، أو غيرهما : الرسول صلى الله عليه وسلم : إنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا ، ومعها بعير عليه مزادتان ، فأتياني بها :- الصحابيان يأتيان المرأة فيجدانها قد ركبت بين مُزادتين على البعير ( مزادتان : قربتان من جلد ) . الصحابيان للمرأة : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم . المرأة تسأل : ومن رسول الله ؟ هذا الصابئ . ( أي التارك لدين آبائه ) . الصحابيان : هو الذي تعنين ، هو رسول الله حقاً . تأتي المرأة إلى الرسول ، فيأمر أن يؤخذ من مُزادتبها ، ويوضع في الإناء ، ثم يقول في الماء ما شاء الله أن يقول ، ثم أعاد الماء في المزادتين ، ثم أمر بفتح المزادتين ففتحتا ، ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم ، وأسقيتهم ، فلم يدعوا ( يتركوا ) إناء ولا سقاء إلا ملؤوه . قال عمران : حتى يُخيل اليّ أنها لم تزدد إلا امتلاء . يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم : أن يبسط ثوب المرأة ، ثم أمر الصحابة أن يحضروا شيئاً من زادهم ، حتى ملأ لها ثوبها . الرسول صلى الله عليه وسلم ( للمرأة ) : اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ، ولكن الله سقانا . تأخذ المرأة الزاد والمزادتين وتأتي أهلها : المرأة لأهلها : جئتكم من عند أسحر الناس ، أو إنه لرسول الله حقاً . يأتي أهل ذلك الحواء ( الحي ) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيسلموا كلهم . يستفاد من هذه المعجزة : 1- قد يُطلع الله رسوله على بعض المغيبات عندما يريد ، ولذلك أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أصحابه عن مكان المرأة التي تحمل الماء . 2- يلفت الرسول صلى الله عليه وسلم نظر الصحابة إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة ، وهذا حرس من الرسول صلى الله عليه و سلم ، على توجيه أمته إلى التوحيد ، وتعلقهم بالله وحده ولذلك قال : " البركة من الله " . 3- كان المشركون يقولون لمن أسلم ( صابئ ) ( أي تارك دين آبائه الذين يدعون الأولياء من دون الله ) ليصرفوا الناس عنه ويذمونه ، وفي عصرنا من دعا إلى التوحيد ، وأمر بدعاء الله وحده ، وحذر من دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء ، حسب أمر الله ورسوله قال الناس عنه ( وهابي ) ليصرفوا الناس عن دعوته ، لأنه في نظرهم كالصابئ في نظر المشركين ، وشاء الله أن تكون كلمة ( وهابي ) نسبة إلى ( الوهاب ) وهو اسم من أسماء الله الذي وهب له التوحيد . 4- المكافأة على الإحسان : أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن تكافأ المرأة التي أعطتهم قليلاً من الماء ، فمـلأ ثوبهـا زاداً بعد أن أعاد لها الماء ، ولم ينقص منه شئ ، وقال لها : ( ولكن الله سقانا ) . 5- لقد تأثرت المرأة بهذه المعجزة والمعاملة الطيبة التي لقيتها من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، فعادت إلى قومها تقول لهم : إنه لرسول الله حقاً ، وتكون النتيجة أن يُسلم أهلها ومن معهم جميعاً . 6- بهذا الحرص على التوحيد ، وبهذه الأخلاق الحسنة ، نصر الله المسلمين ، وانتشر الاسم في المعمورة ، ويوم ترك المسلمون التوحيد والأخلاق الفاضلة أصابهم الذل والهوان ، ولا عز لهم إلا بالرجوع إلى التوحيد والأخلاق . {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } . 7- ترجيح المرأة الرسالة على السحر لأن السحرة يأخذون المال والرسول صلى الله عليه وسلم ، أعطاها الزاد . من صبر النبي صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } . 2- حديث متفق عليه : عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبدالليل بن عبدكلال ، فلم يجبن إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب () ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت ، فإذا فيها جبريل . جبريل ( ينادي ) : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم . ملك الجبال : ( يسلم على الرسول ويقول ) : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ( جبلان بمكة ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبـد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً . 3- حديث متفق عليه : وعن ابن مسعود قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قسماً رجل يقول : ما أريد بهذا وجه الله . ابن مسعود يذكر كلام الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم : فيتمعر وجهه ( أي يتغير ) الرسول صلى الله عليه وسلم : يرحم الله موسى ، قد أوذي بما هو أشد من هذا فصبر . 4- حديث رواه مسلم : الرسول صلى الله عليه وسلم : في غزوة أحد تكسر رباعيته ، ويشج رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ويقول : الرسول صلى الله عليه وسلم : كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم ، وكسروا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله ؟ القرآن ينزل : {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } . 5- عن خباب بن الأرث قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعوا لنا ؟ فقال : ( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر لـه في الأرض فيجعل فيها ، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه . والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون . من رفق الرسول صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } . الحديث الأول : عن انس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد . أصحاب الرسول : ( يصيحون به ) مه مه ( أي أترك ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تزرموه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) . يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول الأعرابي . الرسول للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر ، إنما هي لذكر الله ، والصلاة ، وقراءة القرآن . الرسول ( لأصحابه ) : إنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ، صبوا عليه دلواً من الماء . الأعرابي : اللهم أرحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً . الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد تحجرت واسعاً ( أي ضيقت واسعاً ) . الحديث الثاني : وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا عطس رجل من القوم ( أي المصلين ) معاوية ( للعاطس ) : يرحمك الله . المصلون : ينظرون لي منكرين . معاوية يخاطبهم : وأثكل أماه ، ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ . المصلون يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت فسكت عندما رآهم يصمتونه حتى انتهت الصلاة . معاوية يمدح الرسول : بأي هو وأمي : ما رأيـت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فوالله ما كهرني ، ولا ضربني ، ولا شتمني ( كهرني : قهرني ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس ، إنما هي التسبيح والتكبير ، وقراءة القرآن . معاوية : يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالاً يأتون الكهان ( الذي يدعون علم الغيب ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : فلا تأتهم . معاوية : ومنا رجال يتطيرون ( يتشاءمون ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : ذاك شئ يجدونه في صدورهم ، فلا يصدنهم ( أي لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم ، فإن ذلك لا يؤثر نفعاً ولا ضراً ) . الحديث الثالث : وعن عائشة قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم : اليهود : السام عليكم ( الموت عليك ) . الرسول صلى الله عليه وسلم : وعليكم . عائشة : السام عليكم ، ولعنكم الله وغضب عليكم . الرسول صلى الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش . عائشة : أو لم تسمع ما قالوا ؟ الرسول : أو لم تسمعي ما قلت : رددت عليهم فيستجاب لي ، ولا يستجاب لهم فيّ . وفي رواية لسلم : ( لاتكوني فاحشة ، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش ) أحاديث الرفق : 1- قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه ) . 2- وقال صلى الله عليه وسلم ، لعائشة : ( عليكم بالرفق ، وإياك والعنف ، والفحش ، إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ، ولا ينزع من شئ إلا شانه ) ( أي عابه ) . 3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة إرفقي ، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ) . 4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من يُحرم الرفق ، يُحرم الخير كله ) . 5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( مـن أعطى حظه من الرفق ، فقد أُعطي حظه من الخير ، ومن حُرم حظه من الرفق ، فقد حُرم حظه من الخير ) . 6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلـم : إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره ، قال : بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا . 7- وقال صلى الله عليه وسلم : إني لأدخل في الصلاة ، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه ( أتجوز : لا أطيل ، وجد أمه : حزن أمه ) .
من شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم : 1- قال الله تعالى : {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ } . 2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس وجهاً ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس من قِبل الصوت ، فلتقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، راجعاً ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وفي رواية : وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عُري لأبي طلحة ، في عنقه السيف ، وهو يقول ك لن تراعوا ، قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر ، قال : وكان فرساً يُبطأ . ( وجدناه بحراً : وجدنا الفرس سريعاً ) . 3- جاء رجل إلى البراء ، فقال : أكتم وليتم يوم حنين ، يا أبا عمارة ؟ فقال : أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ، ولكنه انطلق أخفاء من الناس ، وحسر إلى هذا الحي من هوازن ، وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل ، كأنها رجل من جراد ، فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته ، فنزل ودعا واستنصر ، وهو يقول : ( أنا النبي لا أكذب ، أنا ابن عبدالمطلب ، اللهم أنزل نصرك ) . 4- قال البراء : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به ( يعني النبي صلى الله عليه وسلم ) . 5- وعن علي رضي الله عنه قال : لقد رأيتني يوم بدر ، ونحن نلوذ ( أي نحتمي ) بالنبي عليه السلام ، وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً . 6- وعن جابر رضي الله عنه قال : إنا كنا نحفر ، فعرضت كدي شديدة ( صخرة قوية ) فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : هذه كُدية عرضت لنا . الرسول صلى الله عليه وسلم : أنا نازل . يقوم الرسول وبطنه معصوب بحجر من الجوع فيأخذ المعول فيضرب الصخرة ، فتعود كثيباً أهيل ( تراباً ناعماً ) . الرجاء الدعوة لنا بالهدي والرحمة والمغفرة
لنا ولجميع المسلمين
للشيخ: محمد بن جميل زينو | |
|